علشان بلدنا كله يهون

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

لم يكن قد مر على عودتي من أمريكا غير أسبوعين فقط، يوم أدركت أن شخصاً بعينه يشغل منصباً رسمياً هناك قد استغفلني عندما نصحني بالعودة الى مصر.
فما كاد يعرف أنني حصلت على الدكتوراه مع مرتبة الشرف في الهندسة النووية، وأنه قد تقرر تعييني استاذاً في تلك المادة بجامعة واشنطن، حتى بادر بمقابلتي ونصحني في صوت متهدج والدموع في عينيه قائلاً : مصر محتاجة لجهد كل أبنائها.. لازم ترجع مصرعلشان تفيد بلدنا بشهادتك .احنا أولى من الأمريكان.
وكان أن اقتنعت بحديثه وشاركته الدموع عندما أهداني شريط كاسيت عليه أغنية تقول كلماتها: ( ما تقولش ايه اديتنا مصر..قول حندي ايه لمصر).
ثم اكتشفت وبعد العودة أنه قد توسط لقريبه الحاصل على الدكتوراه دون مرتبة الشرف في نفس التخصص ، ليأخذ مكاني في جامعة واشنطن!!
وفشلت كل جهودي في العثور على وظيفة مناسبة لي في الجامعات المصرية.إذ قيل لي إن جامعاتنا لا تعرف من أنواع النواة غير نواة المشمش.. وان عليّ اللجوء إلى التليفزيون ومحاولة الظهور في أحد ابرامجه لشرح شكواي، ولكي تهتم الجامعات المصرية بانشاء قسم للهندسة النووية، والاستفادة من أصحاب التخصصات النادرة
وعندما ذهبت إلى التلفزيون رفضوا دخولي لانني شخص غير معروف، فلما أشرت إلى شخص كان يرتدي بدلة حمراء فاقعة وكرافت أصفر مخطط وشعر قصته يهفهف على جبهته ، قالوا بأنه مطرب الشباب الشهير ((حسن كباب)).. وأنه في سبيله لدخول التلفزيون مع فرقته الراقصة لتسجيل أغنية وطنية اسمها ((علشان بلدنا كله يهون)).. وانه في ذلك لا يحتاج إلى تصريح أو استئذان لدخول المكان!
ثم توقفت سيارة مرسيدس فاخرة أمام مبنى التليفزيون ، هبط منها شخص آخر في ملابس رياضية لم أتبينه جيداً، بسبب اندفاع العشرات إليه لتحيته ومصافحته ،وهو يوزع عليهم ابتساماته. وعندما تبينت ملامح ذلك الشخص اصابني الذهول.. كان هو زميلي السابق بمدرستي الاعدادية وكنا ندعوه ((سيد كارو))..
فقد كان مشهوراً بالزوغان من المدرسة كل يوم للعب الكرة الشراب.. يؤازره في ذلك سنجة كبيرة كان يحتفظ بها في ملابسه ويستخدمها وقت اللزوم..ولما فصلته المدرسة عمل كسائق لعربة كارو.. ثم باع العربة وحمارها الذي لا يملكه فكان مصيره السجن ستة شهور بسبب ذلك.. ومن هنا جاءت تسميته بهذا الأسم!
وخشيت أن أكون مخطئاً في ظني فملت إلى الموظف الأمن أسأله: مين الجدع اللي حواليه الزيطة دي كلها؟
فرمقني الموظف باستنكار بالغ وقال: ازاي ما تعرفش نجم الكورة الكبير سيد الخطير.. أنت مش من البلد دي واللا ايه؟
فابتلعت ذهولي واخفيت جهلي واقتربت من سيد مصافحاً وقلت له : أزيك يا سيد كارو؟
فالتفت نحوي في ذعر ، وتذكرني على الفور، وأخدني بعيداً ثم احتضنني كصديق وقال لي: أنت كنت فين يا راجل ؟ فأجبته: كنت في أملايكا.
-وكنت بتلعب في الدوري واللا الكاس هناك،
-لأ..أنا كنت باحضر دكتوراه في الهندسة النووية.
فنظر لي ملياً وقال: خسارة.. مش كنت تضيع وقتك في حاجة مفيدة؟
ورغماً عني استقرت عيناي على سيارته الفاخرة فقال : دي أخدتها هدية من اتحاد الكورة لما جبت جون في ((مدغشقر))
فلما شاهد ذهولي أكمل قائلاً : والشقة التمليك بتاعتي اللي على النيل أخدتها هدية من المعجبين لما جبت جون في فريق كوالا مبور!
وكاد يغمى عليّ ولكنه سارع قائلاً: أما بقى مليون جنيه اللي في البنك
فنصهم من المكافآت الفوز في الدوري والكاس..والنص التاني أخدته مكافأة من مباراة انجلترا لما لعبنا معاها في كأس العالم.
قلت له في غيظ : بس احنا انهزمنا من انجلترا ومحدش حط فيها اجوان.
فأجابني بخبث: ما هو أنا اخدت النص مليون دول من الانجليز!
وغمز بعينه وقال لي: حتى أن كان مالكش في الكورة ممكن برضه تعرف اخباري بسهولة من التليفزيون.. وأول ما تسمع أغنية ((المصريين أهمه)) لازم تعرف اني جبت جون والبلد كلها بتحتفل بالانتصار الكبير!
وتركنى ومضى إلى داخل مبنى التلفزيون فلمحت عشرة مذيعين يهرعون إليه ليكونوا في استقباله.. واصابني غيظ هائل واردت أن أركل شخصاً ما كرد فعل طبيعي لكل ما يحدث حولي.. وطوحت بقدمي لأركل قطعة طوب بجواري لشدة قهري.
ولسوء حظي-أو لحسنه- فقد طارت قطعة الطوب واختارت لها هدفاً خاصاً.. فأصابت صدر رجل عجوز ، فسقط على الأرض دون حراك بعد أن اختار له عزرائيل الموت بتلك الطريقة الدرامية الكروية. وكانت تلك الحادثة سبباً في ظهوري بالتليفزيون أخيراً لشرح شكواي.. ولكن من خلال برنامج (( من وراء القضبان))

تسلمي يا لوله
توبيك جميل

تسلميلى ياقمر نورتينى

تسلم ايدك يا لوله

تسلميلى يا سمسمه نورتينى ياقمر

» نصائح علشان تبقى ست بيت شاطرة
» احذروا النوم في هذا الوقت....(علشان ربنا يكرمنا )
» متى يكون الحب اقوى في فترة الخطوبه ام بعد الزواج...؟؟؟ ادخل علشان تعرف