احلام ضائعة
هناك بجانب البحر عند الغروب وظلال الليل تقبل على الكون فتكسبه رهبة وسكون
جلست تلك الفتاة على الشاطئ تنظر الى البحر الممتد وامواجة الهادئة وتضيع نظراتها
وتتبعثر فى الافق البعيد فتتوه وتتشتت وعيناها تملؤها الدموع ولكنها لا تسقط
يخيم عليها صمت مخيف ويعتلى وجهها ملامح شاردة حزينة مجهدة
فى تلك اللحظات تراجع بها الزمان ولم ترى ما حولها فقط غرقت فى نهر الدموع
وبحار الذكريات تراءت امامها حكايات وروايات عمرها الصغير
عادت الى حيث نقطة تمنت لو استمرت وعاشت احساسها الجميل
ولكن للقدر شؤون وتدابير والجميع محكوم ومرهون بما سجل له
فى جبين الزمان
عادت الى حيث الحب الاول ولمحات تطبع بالقلوب بصماتها
وتترك بها آثارها فلا نسيان يمحوها ولا اعوام تقضى عليها
عادت الى حيث العمر البرئ والاحلام الجميلة والاحساس الوليد
والقلب المتفتح المقبل على الحياة
حيث يمكن فى ذلك التوقيت ان ينسى الفرد ما حوله من هموم
ومشاكل ويغرق فى عمق الاحساس الجديد الذى ينبض
بصدره ويجعل دقات القلب اشبه بطفل صغير يتلاعب ويجرى هنا وهناك
حيث لا يستطيع الانسان ان يتحكم فى طبيعتها عند لقاء الحلم
عند رؤية ذلك الكائن الغريب الذى استطاع دون جهد ان يعبر حواجز
الطبيعة والبدن والروح ليستقر فى الاعماق ويرافق الروح
ويسرى مع الدماء فيصبح هو الكيان
والغريب ان سر ذلك الشعور الى اليوم مجهول لا يعلم له تفسير
كيف نحب ولما نأسر فى لب ذلك الشخض بالذات
ولما تعلو دقات القلوب وتتسارع الانفاس وتحار العيون
عجيب امرك يا حب تتملك زمامنا فلا ترحمنا ولا تترك لنا
مفر من عذاباتك والالامك ونستعذبها ولا نريد ان نبرأ منها
كأننا ادمنا المكوث بين اطلال الاحلام وسراديب الحرمان
تذكرت عندما كان ذلك الشاب الوسيم ينظر اليها وسط الجميع
فلا يشعر بعينيه وسهامها التى تنطلق عارفة دربها قاصدة هدفها
اليها غيرها هى فتشعر بقشعريرة تسرى فى جسدها وتتلعثم الكلمات
على شفاهها فتبتعد بعينيها محاولة اخفاء خجلها وسعادتها
وتشعر بان جميع من حولها يسمع دقات قلبها يرى حيرتها
وهروبها كم كانت تطير فرحا عندما يحادثها من دون الموجودين
وكأنه لا يرى غيرها ولا يدرك وجود الاخرين فقط يراها هى
وبشجاعة ورقة بالغة يحمل اليها كلمات تخبرها انها حلمه الجميل
وأنها بنظره الفتاة الوحيدة على الارض الزهرة اليانعة فى بستان
اشواقه الاميرة الرقيقة رفيقة خياله
انها من تتربع على عرش قلبه وملكوت غرامه
تذكرت عندما اهداها هدية وامام الجميع اعلن انه هو رجلها
وانه يريدها زوجة وحبيبة كم كانت سعيدة حتى كادت
تطير من فرط فرحتها استشعرت تلك الثوانى والدقائق
فتذكرت وجهه ينظر اليها ثم يغيب فبكت وبكت حتى
تذكرت لحظات الفراق وكيف لم تستطع ان تعلن رغبتها
وموافقتها حين رفض والدها ذلك الشاب حيث قال الاب انه ليس من نفس
المستوى العائلى المادى
وانه اكبر منها بكثير ولم تكمل تعليمها بعد ولم يكون ذلك الشاب
حياته فكيف يتم ذلك الزواج
عندها اسقط فى يد الفتاة وقتلها الخجل والحياء ولم تستطيع الكلام
وسكتت فلم تستطيع الدفاع عن ذلك الشعور القابع والمتمكن من اعماقها
الى ان فوجئت بان حبيبها قد سافر واخذه الحزن الى ان مرض
حاولت ان تعرف اخباره ان تتبع آثاره ولكن هو بعيد
واخذ على نفسه عدم العودة الى حيث حبيبته تعيش
وهو لا يستطيع القرب منها ولا ان يحصل عليها
فكان الفراق المرير
فى تلك اللحظة فاقت الفتاة على صوت ويد تربت على كتفها
فاذا بأمرأة تحمل على وجهها امارات طيبة تدعوها ان ترجع الى بيتها
فقد اظلمت الدنيا وهى تخشى عليها فى ذلك المكان البعيد
حملت الفتاة اشجانها واحزانها بين اضلعها المشتعلة
ورجعت من حيث جاءت لا تدرى اى سبيل تسلك
او كيف تسبح ضد التيار
وعجبى
( بقلمى )